"من المهم جدًا ألا تكون أبل هي مطور الأجهزة الوحيد في العالم. نحن نريد من المواطنين أن يبتكروا أفكارهم الخاصة بهم". بهذه الكلمات تحدث تيم كوك، المدير التنفيذي لشركة أبل، إلى بعض المحللين في الشهر الماضي.
ومن المنتظر أن يعبر كوك عن المشاعر نفسها في لقاء يتم وجها لوجه مع تشوي سونغ جي، الرئيس التنفيذي لسامسونج، الشركة الكورية التي تتهمها أبل بنسخ اختراعي أيفون وأيباد.
وعلى مدى يومين أمر بهما قاضي محكمة سان فرانسيسكو، ستسعى محادثات الشركتين إلى تسوية نزاع حول براءات الاختراع، قبل إجراء محاكمة أمام هيئة محلفين كاملة في تموز (يوليو) المقبل.
ويعد هذا خلافا رئيسيا ضمن أكثر من 50 قضية تطورت بين الشركتين على مدى السنوات الماضية في عشر دول مختلفة. وأي اتفاق يتم التوصل إليه في هذه القضية يمكن أن يقود إلى نهايات سريعة لقضايا أخرى في جميع أنحاء العالم.
وقال مارك ليملي، وهو أستاذ في كلية الحقوق في جامعة ستانفورد: "لا أعرف إذا كانت الأطراف ستعمل على تسوية الأمر، فهذه القضية مجرد جزء من مجموعة من القضايا". وأضاف "لكن كلا الطرفين في حاجة لتسوية الحرب الأكبر والمضي إلى الابتكار. خوض معارك براءات الاختراع حتى النهاية لن ينتهي بانتصار طرف على الآخر".
وتبدو شركة أبل الأكثر حرصًا على إصدار قرار في الوقت الحاضر، إذ قال كوك في نيسان (أبريل) الماضي: "لقد كرهت دائما التقاضي وأنا أكره تواصل ذلك (...) دائمًا ما أفضل التسوية بدلا من الدخول في معارك".
والأمر المهم بالنسبة لشركة أبل ومحامي الدفاع هو أن سامسونج تفوقت في مبيعات الهاتف الذكي اعتمادا على ريادة أبل في مجال الابتكار. ووفقًا لتحليلات استراتيجية باعت سامسونج 45 مليون هاتف في الربع الأول، مقارنة بـ 35 مليون هاتف لشركة أبل.
وزعمت دعوى أخيرة من شركة أبل أن "سامسونج قفزت إلى المركز الأول بواسطة مبيعات هائلة من المنتجات المقلدة". وأضافت الدعوى: "وأدى انتهاك سامسونج للملكية الفكرية الخاصة بأبل إلى أضرار فعلية تصل إلى مليارات الدولارات".
وواصلت أبل مساعيها لاستصدار إنذارات قضائية وفرض قيود على الاستيراد، في محاولة ليس فقط لإبعاد سامسونج عن الأسواق الخاصة بها، ولكن أيضا لإبعاد HTC و"موتورولا" وجميعها شركات تستخدم نظام تشغيل أندرويد المنافس الخاص بشركة جوجل.
وفي الأسبوع الماضي احتجزت سلطات الجمارك في الولايات المتحدة آخر إصدارات هاتف "إيفو جي 4 إل تي إي" من شركة HTC إثر قرار من لجنة التجارة الدولية حكمت بموجبه لصالح أبل. وتقدمت أبل يوم الجمعة بدعوى لاستصدار أمر قضائي بحظر جهاز جالاكسي تاب 10.1 من إنتاج شركة سامسونج.
وبدأت المعركة مع سامسونج في شمال كاليفورنيا في نيسان (أبريل) 2011، مع تقديم أبل شكوى من 373 صفحة حول انتهاك براءات الاختراع والعلامات التجارية الخاصة بها. ومنذ ذلك الحين حدثت اشتباكات أخرى في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة وهولندا وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية.
وتشمل شكوى أبل الأصلية مزاعم بأن سامسونج انتهكت بعض مزايا مظهر أيفون الخارجي - مثل شكله المستطيل، وزواياه الدائرية، وأطرافه الفضية، ووجهه الأسود، وطريقة عرض الرموز. وتزعم أبل أيضا أن سامسونج قامت بنسخ بعض الخصائص، مثل طريقة عرض الرسائل الفورية، حتى محاكاة طريقة أيقونات اللمس الخاصة بتطبيقات مثل الهاتف، الأسماء، الصور، والنغمات.
وردت سامسونج بتقديم قائمة ادعاءات خاصة بها تقول إنها انتهاكات لبراءات اختراع من أبل - ودعّمت ذلك بمحفظتها الأمريكية المؤلفة من ستة آلاف براءة اختراع خاصة بالاتصالات فضلا عن ادعائها أنها قدمت الهاتف الذكي لأول مرة عام 1999. وتعتمد براءات الاختراع الرئيسة لشركة سامسونج على جميع الأعمال الداخلية للهاتف، وكيف يتم توصيلها بشبكات الجيل الثالث.
ويقول فلوريان مولر، وهو محلل مستقل لبراءات الاختراع، إن سامسونج يمكن أن تضع نفسها في مزيد من المتاعب من خلال الدخول في حرب مستخدمة في ذلك براءات اختراع لا غنى عنها لبعض المعايير مثل الجيل الثالث. وبالفعل تحقق سلطات مكافحة الاحتكار حاليًا حول ما إذا كان ينبغي أن تتوافر براءات الاختراع لأي شخص بموجب شروط استخدام "عادلة ومعقولة وغير تمييزية".
من جانبها، تقاتل أبل أكثر على عناصر التصميم التي تختفي بالفعل في النماذج الجديدة حيث تجد الشركات حلولاً ممكنة لعمليات الانتهاكات.
ويقول ديفيد مارتن، رئيس مجلس إدارة شركة إم كام الأمريكية لتحليل براءات الاختراع، إن هناك الكثير من "حالة التقنية الصناعية السابقة" التي تخترعها كل من أبل وسامسونج عن طريق بث نقاط القوة والضعف في براءات الاختراع على الملأ بواسطة أطراف ثالثة.
ويضيف: "إن الأطراف الثالثة الذين يحملون براءات الاختراع، ويوجد منهم الآلاف في هذا الفضاء (...) مما يسمح للناس أساسًا معرفة أين يمكن إجراء المطالبات البناءة لحالات التعدي لبراءات الاختراع". وامتنعت أبل وسامسونج عن التعليق على القضية. وقال مولر: "على الرغم من ذلك، الأمر بالنسبة لأبل على الأقل، هو أكثر بكثير من كونه منع منتجات لشركة منافسة والفوز بامتيازات في العوائد في اتفاقيات الترخيص في المستقبل".
وأضاف: "من الأهمية بمكان أن تستمر منتجاتها لتكون قادرة على تمييز نفسها عن طريق إنتاج مميزات فريدة من نوعها". وتابع: "هذا ما يدفع المستهلكين لشرائها، وهذا ما حافظ على هامش ربح للشركة، ولذا فهو يستحق عشرات، بل مئات من مليارات الدولارات"
0 التعليقات:
إرسال تعليق